الأخبار والنشاطات

كربلاء.. مساعٍ حقيقية لمعالجة مشاكل المبازل في المحافظة والإستفادة من مياهها بتقديم ثلاثة مشاريع حيوية

كربلاء.. مساعٍ حقيقية لمعالجة مشاكل المبازل في المحافظة والإستفادة من مياهها بتقديم ثلاثة مشاريع حيوية
تم النشر في 2020/01/25 07:46 14K مشاهدة

 

تمثّل (المبازل) مورداً مائياً محليّاً يمكن الإستفادة منها في إستصلاح الأراضي الزراعية وكذلك لإرواء المناطق الصحراوية، أو تحويل مياهها إلى بحيرة الرزرازة التي تعدّ خزيناً طبيعياً هاماً للمياه، إضافة إلى أهميتها السياحيّة والاقتصاديّة.

وتضمّ محافظة كربلاء المقدسة عدداً من المبازل، وبالتالي تعدّ مصدراً مضموناً ومسيطراً عليه ويمكن استثماره في أي مكان وزمان؛ كونه يدخل ضمن الحدود الإدارية للمحافظة، وتبرز فائدتها مع ظهور أي أزمة لشحة المياه وتدهور واقع الموازنات المائية من المصادر الأخرى، كما حصل في السنوات الماضية.

(موقع كربلاء الإخباري).. وقفَ على هذا الملف الحيوي للمحافظة، وكذلك في البحث عن الحلول الناجعة لمعالجة مشاكل المبازل المكشوفة والقريبة من المدينة، أو الموجودة في المناطق الزراعية التي تحوّلت إلى مناطق سكنية في الفترات الأخيرة، مما يعرّض ساكنيها لخطر الإصابة بالأمراض نتيجة الروائح الكريهة التي تبعثها المبازل، ناهيك عن تجمّع النفايات والحشرات الضارة فيها.

ويؤكّد العديد من ساكني المناطق الزراعية، والقريبين من المبازل في أحياء الجاير والحيدرية، ممن إلتقى بهم مراسل (موقع كربلاء الإخباري) بأنّ "خطورة المبازل مستمرةٌ وموجودة إذا لم تتم معالجتها، عبرَ تغليفها وتحويل مياهها إلى بحيرة الرزازة أو أي مستودع مائي آخر".

وشكا الأهالي من مشاكل تجمّع النفايات في المبازل وتحوّلها إلى "مكان خطير للحشرات والطفيليات الضارة التي تتسبب بالأمراض الخطيرة للإنسان".

فيما يؤكّد رئيس مهندسين، سلام كاظم مراد معاون مدير الموراد المائية في كربلاء، بأن "الحكومة المحلية إتجهت مؤخراً لمعالجة مشكلة المبازل الموجودة في المحافظة، حيث شهدت المبازل القريبة من المدينة عمليات تغليف بينها (مبزل الجاير ومبزل الحيادر الشمالي ومبزل حي العباس (منطقة الگرّة)، للقضاء على مشاكلها وكذلك للإستفادة منها كمورد مائي مهم".

ويضيف مراد في حديثه لـ (موقع كربلاء الإخباري) بأنّ "عملية تغليف المبازل طريقة ناجعة وهامّة لتحويل مياهها إلى المستودعات المائية، بدلاً من إبقائها على هذا الحال وصعوبة كري النفايات المتجمّعة فيها بصورة مستمرّة".

ويشير مراد إلى أن "أغلب الأراضي الزراعية تحوّلت إلى مناطق سكنية، مما يتطلب وجود شبكات مجاري، لمعالجة مشكلة تدفق المياه الثقيلة والأوساخ إلى المبازل"، مبيناً ان "حكومة كربلاء تعمل على تغليف المبازل وجمع مياه المجاري والتخلّص منها، مع تحويل مياه المبازل عبر الأنابيب إلى المناطق الصحراوية والحزام الأخضر".

ويكمل مراد حديثه، بأنّ "مديرية الموارد المائية قدّمت لمحافظ كربلاء، مقترحات لإنشاء ثلاثة مشاريع خدمية تخصّ معالجة (المبازل) والإستفادة من مياهها، وكذلك في مجال إستصلاح الأراضي الزراعية ننتظر تحقيقها عبر تفعيل الإتفاقية (العراقية ـ الصينية)"، موضحاً أن "المشاريع الثلاثة تمثّلت بمشروع استصلاح الوند بالكامل بكلفة (20 مليار دينار)، واستصلاح منطقة الكمالية بكلفة (45 مليار دينار)".

أما المشروع الثالث ذو الكلفة المالية التي تصل (79 مليار دينار) (والحديث مستمر لمراد) "يتمثّل بتحويل مبازل (إمام منصور) الواقعة قرب مرقد السيد إسماعيل والسجلة وجزء من مبزل الرزازة باتجاه الصحراء، عبر نصب مضخة على مبزل (السيد إسماعيل)، من أجل دفع المياه بالأنابيب إلى الحزام الأخضر، مع وضع شبكة مجاري يتم ربطها مع المشروع"، لافتاً إلى ان "المياه ستدفّق عبر الأنابيب إلى بحيرة الرزازة وكذلك المناطق الصحراوية، بدلاً من ضخ مياهها إلى نهر الفرات وعدم الإستفادة منها في المجال الإروائي وخزن المياه".

يُذكر أن محافظ كربلاء، المهندس نصيف الخطابي، وجّه في الأيام القليلة الماضية، بتغليف مبزلي الحيادر والجاير، بعد مناشدات ملحّة من سكنة المناطق الزراعية التي يقع فيها هذان المبزلان.

وتشهد مدينة كربلاء، حركة عمرانية واسعة، جعلتها تحرز المرتبة الأولى في إنجاز المشاريع الخدمية الهامة، بحسب التقرير السنوي لدائرة الرقابة المالية لعام 2019، فيما تسعى الحكومة المحلية في الأيام القادمة إلى إنشاء مشاريع ستراتيجية حقيقية تخدم أهالي المدينة المقدّسة، عبر تفعيل (الإتفاقية العراقية الصينية)، حيث قدمت مقترحات وكشوفات المشاريع إلى مجلس الوزراء بإنتظار الموافقة عليها وتنفيذها على أرض الواقع. انتهى

من/ عبد الله عدنان – تح/ علي حسين

موقع كربلاء الإخباري