احتفت الأوساط الثقافية في جمهورية مصر العربية بالروائي العراقي الكربلائي علي لفتة سعيد بعد ان حصل على جائزة توفيق بكار للرواية العربية التي اقيمت في تونس واقيمت له ثلاث ندوات شارك فيها أكثر من 22 ناقدا وأديبا من ادباء عرب ومصريين اشادوا بتجربة الروائي الطويلة وعدوه من القامات الابداعية العربية
وقال الروائي المحتفى به علي لفتة سعيد ل(موقع كربلاء الإخباري) أن جائزة بكار للرواية التي حصلت عليها في تونس تعد من أبرز الجوائز التي حققتها الى جانب العديد التي سبق أن حصلت عليها في مسابقات عربية مختلفة عادًا هذه الجوائز هي رصيدًا للرواية العراقية التي تبرز دائمًا في المحافل الدولية وتحقق مراكز متقدمة.
*الندوة الاولى*
فقد شهد صالون سالمينا الندوة الأولى واقيمت بالتعاون مع دار الفؤاد المصرية التي اصدرا للروائي خمس روايات عن رواية مزامير المدينة والتي قدمتها الروائية المصرية المبدعة علياء هيكل وقالت نحن امام قامة عربية حققت حضورها الكبير في الساحة الروائية العربية
وتحدثت الناقدة الدكتورة نوران فؤاد عن الرواية وقالت انها كانت تبكي اثناء القراءة لصدق ما كتبته سعيد وعدت العنوان عتبة رائعة وقالت نحن امام كاتب يصعب تصنيف ابداعاته ونصوصه الادبية ما بين شعر وفنون المقال الصحفي / قصص قصيرة/ وروايات فهو كاتب يشرح مجتمعنا العربي وليس العراق الشقيق فقط، بمبضع اديب فذ فينكأ الجرح العربي فينا ويضمده في آن واحد، ما بين ويلات الحروب التي مرت بنا على تواليها وانسانيات المجتمعات العربية التي لا يختلف اثنان عليها ، معتنقا قناعة فيلسوفنا كافكا العظيم
ثم تحدث الدكتور خالد عبد الغني عن علاقته بسعيد وقال انه يستثمر المكان استغلالا مثاليا وان ثلاثيته التي ماكنها كربلاء كانت رائعة وانه فرشها على تاريخ العراق الحديث في الصراع بين الارهاب والوعي والثقافة وان كل رواية له تختلف عن الاخرى لأنه لا يريد تكرار الاحداث حتى في ثلاثيته التي بحق ثلاثية الواع العربي.
اما الدكتور محمد سمير رجب فقد ذكر ان سعيدا يفعل الجانب المفارقاتي في كتاباته وانه ينقد الواقع السياسي سواء في زمن النظام السابق كما في الصورة الثالثة او الزمن الحال يكما في مزامير المدينة فهوة يصنع الدهشة بطريقة مبتكرة وهذا فان مخيلته لها علاقة مع الواقع وتستثمره
اما الأديبة السورية عبير العطار فقالت أن رواية مزامير المدينة تعزف موسيقى جنائزية على طول خط السرد وتلفظك ككائن مخلد على عرض خط السرد حتى تجد نفسك تضاريسا معجونة بأوجاع البلاد ..مخبوزة بأتونٍ لا ينطفيء جمره ولا يبلغ رماده سماء الحدث...يتعمد الروائي أن يرفع العمامة لتتعرى الشخوص .
وتحدث الشاعر هشام العربي وقال ان السرد كان هو البطل واللغة كانت عي البطل ايضا الرواية وهذا اعتمد على الوصف لشرعنة النص وانه كان يجترح المثير من الكلمات كانت النص لتعطي دهشة اخرة وقال ان هذا العمل اذا ترجم سيكون مهما
في حين تحدث الناقد عادل عبد الرازق ان الرواية تلعب على حبل الابداع بطريقة مدهشة ولهذا نجحد قلقا للإبداع وانه استفاد من الحروب ليعري الواقع ليس في العراق بل في الوطن العربي.
وقالت الروائية رباب فؤاد ان سعيدا يعد من الروائيين العرب الذين تفتخر الدار انها تطبع نتاجه المتنوع والمهم واضافات ان روايات سعيد تتناول الحقب العراقية المختلفة وهو يمتلك وعيا كبيرا بلما يكتب وله طريقته الخاصة في انتاج النصوص
*الندوة الثانية*
اقام صالون الانفوشي الثقافي في مدينة الاسكندرية الندوة الثانية والتي كانت عن الرواية الفائزة ( حب عتيق ) وقدمها الاديب عبدالله هاشم وتحدثت فيها الدكتورة حنان الشرنوبي وقالت انها رواية كبيرة حقا تتحدث عن تاريخ العراق الذي لم يسلط عليه الضوء في مراحله الاولى ابان الاحتلالات العديدة من العهد العثماني الى العهد الانكليزي والصراع الملكي من خلال قصص حب.. واضاف انه رواية الصراع الطبقي والانسان والتضاد والفقه والنثر المعلوماتي وله طريقة متميزة في اللعب السردي وكانت النهاية رائعة
وقدم الناقد العربي الكبير الدكتور حسام عقل محاضرة عمن الرواية التي عدها من الروايات العربية الكبيرة وانها تستحق الفوز والاحتفاء لان سعيدا يمتلك الكثير من القدرة على ابتكار طريقته في السرد وقد اختار العنوان بدقة حتى ان له اهداء كان في غاية الابداع وذكر الدكتور عقل ان له اعتراضا عن التبرير الذي ذكر قفي مقدمة الرواية لان الروائي لا يراد له ان يقدم تبريرا عن ابداعه لكنه رائعا حتى في ابتكار مصطلحاته الخاصة في النص حيث يجعله مطواعا.
الأديبة المصرية رانيا ثروت قالت ان العتق في العنوان كان مميزا وانها قرات الرواية في ظرف ثلاثة ايام وهو امر يحصل للمرة الاولى لان الرواية ساحرة وجميلة وانها تحقق النشوة وان الرواس جعل النهاية مفتوحة واعتقد ان لها جزءا ثانيا سيكون لهذه الرواية
الروائية المصرية منى نصور تحدثت هي الأخرى عن المكان وحجب المكان وانه وإن كان واقعيا لكنه كان رمزيا وان نساء الرواية رغم الخسارات في الحب لكنهن امتلكن الجرأة في الطرح وان الروائي كان ناجحا في منح رسالته الثقافية بعده الفكري خاصة وان شخصيات الرواية متنوعة وكبيرة.
اما الاديبة الفلسطينية بشرى ابو شرار فقالت ان الرواية تنتمي الى الوطن والحكاية فيها كانت مميزة لان الروائي ممتلك ادواته الإبداعية
اما الروائي المصري منير عتيبة فقد تحدث عن علاقته بسعيد وانه روائي ملتزم ومثابر في فنه وسبق ان اقام له بيت السناري ندوة في العام الماضي وتم الاحتفاء بإصداراته
في حين قال الشاعر مصطفى السباعي ان استخدام العامية في الرواية لم يأت اعتباطا بل لان الزمن والفكرة والحكاية حتمت ان تكون هذا الطريقة رمزيتها
*الندوة الثالثة*
كانت في اتحاد كتاب الاسكندرية حيث قدمها الشاعر اشرف دسوقي علي مرحبا بالأديب العراقي وبروايته ( فضاء ضيق) التي تتحدث عن المكان بين كربلاء والقاهرة وان الروائي يعد من الاسماء العربية التي شكلت حضورا في المشهد الأدبي
وقدمت الاديبة الفلسطينية بشرى ابو شراء دراسة عن الرواية وقالت انها رواية لا يمكن الامساك بها فمن طرف واحد او يمكن الحديث عنها بطريقة ميسرة لان الروائي يمتلك القدرة على التلاعب في الزمان والمكان والمعلومة.. وأضافت ان المكان الكربلائي كان حاضرا وهو امر مدهش لأننا سنعرف الدلالة والمعنى لأنها تكشف لنا عن سؤال لم نجب عليه ( ماهي العدالة )
وقال الشاعر محمد شحاتة ان الروائي يمتلك الموهبة الكبيرة وهو سر النجاح في حين قال الدكتور محمد شحات هل الرواية هي رواية حدث أو حكي الرواية وقد اعترض على ما جاء فيه من بعض النقاشات عن الفقه عادا الامر فيه وجهات نظر وان الرواية كانت في استهلالها غير موفقة لأنها تحتوي على كلام لا يعد استهلالا
اما الروائية رباب صاحبة الدار التي اصدرت الرواية والتي حضرت الى الإسكندرية قرات ما ارسله الدكتور محمد سمير رجب لعدم تمكنه من الحضور وقال فيها أن الكاتب العراقي سعيد ساحر يسحر أعين وعقول القراء بالكلمات فيحيلهم إلى تجربة فنية جمالية تتسامى بالواقع المأساوي الذي يمكن تطبيقه على دول عربية أخرى كثيرة وأضاف ان سعيدا يمتلك عددا لانهائيا من الحيل الفنية التي تتيح له مساحة شاسعة من التجريب في عالم الرواية يخلق منها تنوعات مختلفة، موظفا خبرة نقدية ثقيلة وحس أدبي فطري نقي و أصيل واعتبر الدكتور سعيدا واحدا من أكثر الأدباء الذين قرأ لهم وقال اني أصبحت أمتلك حسا خاصا بكتابته .. فأعرف حين أقرأ قطعة سردية ما ، أنها تخصه دون غيره لا يرجع الأمر لعبقرية في أنا، بل في الكاتب نفسه .. فنحن لا نميز كاتبا لا يساعدك على التعامل معه بصفته مميزا.
اما الاديبة السورية عبير العطار فقالت ان هذه الرواية هي الرواية التي تستكمل ر واية مزامير المدينة في المكان الكربلائي وانها تحاكم او تناقش الواقع العربي من وجهة نظر المثقف وهي تمازح بين الواقع والخيال
اما الروائي احمد ربيع فقال ان سعيدا لا يقدم حكاية بل يقدم فكرا في اغلب رواياته ولذا فان الامر قد لا يعجب البعض وخاصة من له تعصب في اي اتجاه سواء كان سياسيا او دينيا وقال ان البعض يكفر هذا المذهب او ذاك وهو امر في غاية الخطورة ولذا يأتي الروائي ليضع الفكرة على طاولة النقاش
ورأى الروائي محمد عباس علي ان سعيدا الذي عرفته وقراته يمتلك الكر السياسي مثلما يمتلك الفكر الثقافي وهو اديب مهم ويهتم بالمكان وبالواقع وان كان متخيلا لكنه يضعنا امام المكان وكأننا نراه
وقالت الناقدة اللبنانية عبير يحيى ان الرواية تعد من الروايات الايديولوجية بمعنى ان البطل هو العقل وهكذا روايات هي روايات الحداثة وقالت ان الروائي يمتلك الكثير من الايداع وتعتقد ان لدى سعيد الكثير من المخيلة التي ستنتج لنا روايات مهمة في الساحة العربية.
في حين قال شقيق سعيد الدكتور عبد السلام ان سعيدا لم يكن هادئا وكان يطرح السؤال بطريقة مبتكرة وان لم يكن إلا صادقا مع نفسه وان موت امه و هو بعمر العامين كان له الاثر الكبير غي تكوين شخصيته الابداعية
وشهدت الندوة حضور المطرب الاسكندري طارق حسين الذي قدم اغنية عن فلسطين والواقع العربي
*لقاء تلفزيوني*
واجرت فضائية النيل الثقافية لقاء تلفزيونا مع المقدمة فاطمة السردي الذي ركز على رواية ( حب عتيق ) التي فازت في الجائزة وردود افعال وقد قدم سعيد اجابات وافية عن الروائية وسيرته الذاتية وكذلك نبذة مختصرة عن مكانة السرد العراقي الذي تخط حدود المحلية الي حدود العرب ميعها وانها حققت حضورا ابداعيا لبس على مستوى الجوائز بل على المستوى ابداعي العام.
يذكر أن علي لفتة سعيد
ولد بمدينة سوق الشيوخ بمحافظة ذي قار عام 1961
يسكن منذ 30 سنة في محافظة كربلاء
وهو روائي وقاص وشاعر وناقد وصحفي
وعضو اتحاد الأدباء العرب
عضو اتحاد الأدباء والكتاب في العراق
وعضو عامل في نقابة الصحفيين العراقيين
له العديد من المؤلفات في الرواية والقصة والشعر والنقد وقد حصد العديد من الجوائز المتقدمة في مسابقات دولية أثر مؤلفاته ومن أهمها
1- الجائزة التقديرية عام 1989 عن مجموعة اليوبيل الذهبي / دار الشؤون الثقافية
2- جائزة الابداع لعام 1998 عن مجموعة قصص بيت اللعنة
3- جائزة الرواية القلم الحر/ مصر عن رواية مواسم الاسطرلاب عام 2015
4- جائزة مصطفى جمال الدين عن قصة قصيرة عام 2016
5- جائزة توفيق بكار- تونس 2020 عن رواية