الأخبار والنشاطات

تربية الاسماك بالنظام المغلق … أولوية كربلائية لتكثيف المخزون السمكي بالمحافظة

تربية الاسماك بالنظام المغلق … أولوية كربلائية لتكثيف المخزون السمكي بالمحافظة
تم النشر في 2024/05/04 04:41 158 مشاهدة

التفكير بطريقة جديدة لتربية الاسماك واكثارها دفع المختصين في القطاع السمكي و المربين على حد سواء للبحث عن الجديد في هذا المضمار ، الامر الذي ادى الى الاستقرار على تقنية الاحواض المغلقة والتي تعد الاخيرة في سلسلة طرق مرت عبر البحيرات الصناعية ومن ثم الاقفاص العائمة في الانهر. 

فالطريقة التي تعتمد بشكل رئيسي على آلية بناء احواض مع نظام لتنقية المياه وتدويرها تعد من اهم الطرق المستخدمة في الوقت الحالي لما يترتب عليها من نتائج ايجابية على المستويين الانتاجي و البيئي. 

لعل وصف هذه الطريقة بانها الحل الامثل لتربية الاسماك في الظروف الراهنة التي يمرها البلاد من شحة المياه دفع (موقع كربلاء الاخباري )لتساؤلات كثيرة اهمها معرفة السبب الرئيسي وراء هذا الوصف وما يترتب على هذا النظام من نتائج ايجابية بخصوص الثروة السمكية يمكن التعرف عليها بشكل تفصيلي من خلال هذا التقرير.

البداية كانت مع رئيس قسم خدمات الثروة الحيوانية في مديرية زراعة كربلاء المقدسة الدكتورة عامرة عامر الحافظ، التي حدثتنا عن اهمية الاسماك بشكل اولي قبل التطرق الى نظام تربيتها ، قائله " قبل الخوض بتفاصيل طريقة تربية الاسماك بهذا النظام لابد من معرفة اهمية الاسماك والتي تعد من اهم مصادر توفير البروتين الحيواني اذا تشكل ما يقارب ١٥٪؜ من البروتين الحيواني الموجود ، فضلاً عن انها تعد كذلك مصدر مهم من مصادر توفير عنصر الفسفور لافته الى أهميته والتي تكمن في بناء العظم وتوفير نسبة من الدهون ذات الاهمية العظمى في الحميات الغذائية".


 دور حكومي مميز
 وتشير الحافظ الى دور الحكومة المحلية في هذا الجانب ، موضحة "الدعم المستمر اللامتناهي من قبلها في هذا القطاع كونه من اهم القطاعات في المحافظة ". 
 وتضيف " ان حكومة كربلاء المحلية تتبنى عملية دعم هذه المشاريع وكافة مشاريع هذا  القطاع  وتذلل كافة الصعوبات التي قد تعترض طريقه او تحد من امكانية استمراره".
اما فيما يخص هذا المشروع فتؤكد الحافظ "ان الحكومة ساهمت في تسهيل كافة الإجراءات الخاصة به من توفير منح الإجازات الخاصة بتربية الأسماك، و توفير الأعلاف والعلاج والعمل المستمر في عمليةً تطوير القطاع السمكي بما يتناسب مع أهميته العظمى في المحافظة ".
وتتابع "اما فيما يتعلق بتطبيق المشروع في المديرية فان هناك مشروع واحد مقام بهذا الخصوص مؤكدة على وجود عدد من الموافقات الجديدة والاجازات المرخصة التي تؤهل امكانية انشاء خمسة مشاريع اخرى".

 
النظام المغلق 
الحافظ تناولت شرح مبسط عن هذا النظام واصفة اياه على "انه من الانظمة الحديثة التي التجأت اليها اغلب البلدان المتحضرة بسبب نتائجه الايجابية على المستويين الانتاجي و البيئي".
 وتضيف "ان النظام يعتمد بشكل اساسي على عملية ميكانيكية فيزيائية بيولوجية "مبينة "آلية العمل ضمنه والتي تتم عن طريق ادخال الماء الى احواض مصنعة من الفايبر جلاس ذات مواصفات فنية خاصة ستسهم بالتخلص من الفضلات النيتروجينية عن طريق الفلتر الميكانيكي الذي هو عبارة عن غربال يحتوي على عدد من الثقوب تتراوح مسامتها بيه (٥٠-٧٠ ) ما يكرون".
وعن الغرض الاساسي من الفلتر المذكور اعلاه ، تؤكد الحافظ على "انه يساهم  بالتخلص من الفضلات والاعلاف المتعفنةً والتي تتميز بكبر حجمها وصلابتها".

 الفلترة البيولوجية
 وتبين الحافظ "ان الخطوة الاخرى التي تلي خطوة الفلتر الميكانيكي هي خطوة الفلترة البيولوجية  والتي تتم عن طريق الفلتر البيولوجي حيث تعتمد إلية العمل ضمنه على وضع قطعة بلاستيكية ستسهم عند حركتها مع تقلب الماء بتكوين الملاين من البكتريا النافعة التي ستقضي فيما بعد على الفضلات النيتروجينية الغير مرئيةً متناهية الصغر ومن ثم بدورة بيولوجية طبيعية للمياه يتم طرحها الى الغلاف الجوي بشكل غاز".
اما عن البكتيريا النافعة التي تكونت على الاسطح البلاستيكية فتشير رئيس قسم خدمات الثروة الحيوانية الى "آلية عملها والتي ستعمل على تأكسد الامونيا الموجودة بالفضلات وتحولها الى امونيا ومن ثم نتريت وبعدها الى نترات ومن ثم تحويل ما ذكر الى غاز يطرح بشكل طبيعي الى الغلاف الجوي".
بينما تصف "الطريقة الاخرى التي تطرح من خلالها الفضلات على شكل غاز" ، مؤكدة على  "انها تتم بمجرد ملامسة الهواء للماء الموجود سيتم طرح ثاني اوكسيد الكاربون في الهواء الجوي ومن ثم التخلص بشكل نهائي من الفضلات الصلبة المرئية والاخرى الغير مرئية من خلال طرحها علً شكل غاز الى الغلاف الجوي ".

اهمية النظام 
وفيما يخص اهمية هذا النظام فتوضح الحافظ ، "ان الاهمية القصوى لهذا النظام تكمن بالاحتياج البسيط للماء اي انه من الانظمة التي لا تحتاج بالضرورة الى كميات كبيرة من المياه اذا انها تكتفي بكميات قليلة وبالتالي فهو من الانظمة القادرة على التكيف مع شحة المياه التي قد تمر بها المحافظة ".
وتتطرق ذاكرة الاهمية الاخرى والتي تتمثل بعدم الحاجة الى مساحات واسعة من الاراضي كتلك التي تحتاجها تقنية البحيرات الطينية اذا ان (٢٠ الف طن) من الاسماك بحاجة الى ما يقارب (٥٢ دونماً) بينما بالنظام المغلق الكمية ذاتها تكتفي بأقل من الف متر مربع ".
 اما عن الاهمية الثالثة فتوضح رئيس قسم الثورة الحيوانية "انها من الانظمة التي تستهلك قلة في الايادي العاملة لافته الى طبيعة عمل فئة العمال بشكل عام والتي تتمثل بمراقبة مستويات الماء و مستويات (الاوكسجين , امونيا و  PH)".
وتتابع ، بما "ان احد اهم التقنيات التي تتضمنها طبيعة العمل وفق هذا النوع من التربية هو احتوائها على نظام داخلي للتعقيم والتطهير اذن فان من الطبيعي سيترتب على هذه النقطة مقاومة الاسماك المرباة بهذه الطريقة للأمراض اكبر من تلك التي تربى بالطرق الاخرى وبالتالي فان الاسماك المرباة وفق النظام المغلق ستكون اقل عرضة للأمراض".
وتختتم الحافظ "اهمية هذا النظام ذاكرة قدرة مربي الاسماك بالتحكم بالظروف المناخية المختلفة كونها عبارة عن اقفاص يمكن التحكم بحالات الطقس وفقها "،لافته الى "مقاومتها الشديدة تبعاً لهذا التحكم لكل من شدة الرياح وحالات البرودة والحرارة الشديدين مقارنة بنظيراتها من الاسماك المرباة بالطرق الاخرى وبالتالي فان الخسائر المترتبة على هذا النظام بالنسبة لمربيها تكون قليلة وتكاد معدومة اساساً".
الظروف المثلى النموذجية
 وتشير رئيس قسم خدمات الثروة الحيوانية الى الظروف المثلى التي تأثر في عمل النظام المغلق بشكل عام مؤكدة على "وجود ظرفين اساسين يتوقف عليهما تأقلم الاسماك من عدمها وفق هذا النظام ، اهمها الظروف الاساسيةوتتمثل  بمعدلات الاوكسجين ودرجات الحرارة ومعدل ph مبينة مقدار كل مما ذكر والذي يتمثل بمعدل (٥ملي غرام ) لكل لتر من الماء بالنسبة للاوكسجين و(٢٣-٢٤ مئوية بالنسبة لدرجات الحرارة ، فضلاً عن مقدار ph والذي يجب ان يقدر ب( 7 - 7 ونصف) اي ان الاسماك تتحمل القاعدية اكثر من الحامضية فلا تزيد عن (٥ الى  ٦ ) بالنسبة للph الحامضي لكن من الممكن ان تصل القاعدية الى (٩) ".
اما عن الظروف الثانوية فتوضح الدكتورة  "اهمها والمتمثلة بكثافة الاسماك اعدادها بالمتر المكعب الواحد وسرعة تبديل الماء اي ينبغي استبدالة مرة واحدة على الاقل أسبوعياً فضلاً عن درجتي تعكر الماء وإضاءتها ".

الصيد الجائر 
اما بالنسبة لتأثير الصيد الجائر في موسم التكاثر فتؤكد رئيس قسم الثورة الحيوانية على "وجود عدد من الطرق الغير مشروعة المستخدمة بالصيد والتي اهمها( الديناميت والمتفجرات والمواد السامة ) يكون تأثيرها سلبي على تكاثر الاسماك ونبضها وسرعة نضجها فضلاً عن تأثيرها المباشر على التوازن البيئي ".

وللحد من تأثير هذا الصيد فتبين الحافظ "ان المديرية ملزمة بتطبيق بعض من التعليمات الرسمية التي تصدر سنوياً بمنع هذا النوع من الصيد للفترة من ( الاول من اذار وحتى الاول من آيار ) ".


التغذية وطرق التعقيم 
وتوكد  رئيس قسم خدمات الثروة الحيوانية ، على  "ان عدد مرات التغذية  ضمن هذا  النظام ، تتم بمتوسط ثلاثة الى اربع مرات تقريباً وقد تصل في بعض الاحيان الى ست مرات بحسب توفير البيئة المثالية ورأي المهندس المختص او الطبيب المشرف".
وتضيف ، "ان عملية بناء البروتين داخل جسم الأسماك بحاجة الى طاقة والتي ستحصل عليها الاسماك بمساعدة الاوكسجين المذاب في الماء فبواسطة هذه الطاقة سيتم طرح كل من  من ( CO2 , الامونيا والاعلاف الغير مهضومة )".
وتشير الدكتورة الى "طبيعة الاغذية المتوفرة في النظام المغلق والتي يجب ان تكون مستوفية للشروط الصحية اي انها طافية خفيفة غير ثقيلة اي الابتعاد عن استعمال الحنطة والشعير والذرةً اضافة الى استخدام مساحات بروتين مساحيق الاسماك كتغذية علفية".
فيما يخص مرحلة تعقيم وتطهير المياه فتحدثنا الحافظ عن الآلية التعقيم قائلة ، "يتم التخلص بشكل كلي من جميع الامراض والملوثات التي تتعرض لها الاسماك والمياه بشكل عام عن طريق التعرض للأوزون من خلال وجود طبقة الاوزون ( الاشعة فوق البنفسجية ) فضلاً عن تجهيز الماء تجهيز كامل بالأوكسجين النقي عن طريق مضخات التجهيز المخصصة لهذا الغرض ".

انخفاض مستوى التكاليف 
ومن جانبه يحدثنا مربي الاسماك هاشم حميد الذي استغل مساحة لا تتجاوز ٥٥٠ متراً مربعا فقط لإنشاء المشروع الخاص به قائلا "ان المساحة التي تم استغلالها هي مساحة متواضعة لكنها قادرة على توفير إنتاج كبير يمكنه سد حاجة السوق المحلية من الاسماك ".
ويوضح حميد "لعل من اهم الاسباب التي ادت الى نجاح هذه المشاريع في المحافظة يعود الى عدم الحاجة الى توفير مساحات واسعة من الاراضي ووفرة المياه النقية بصورة دائمة بسبب تواجد تلك الاقفاص داخل الأنهار فضلاً عن انخفاض مستوى تكاليف هذا المشروع مقارنة مع مشاريع النظام السمكي الاخرى ".
ويتابع "أسهم نظام تربية الأسماك في الأقفاص المغلقة بزيادة الإنتاج من الثروة السمكية إلى جانب تشغيل كثير من الشباب، خاصة الخريجين بسبب تكلفتها المناسبة التي تناسب الجميع من أصحاب الدخل المحدود وغيرهم".

الكارب بنوعيها
ويشير حميد الى" اهم الاسماك المستخدمة بالتربية وفق هذا النظام "،مبيناً "اختلاف النوع الواحد عن الاخر باختلاف كمية الاحتياج الى الغذاء وكمية الاوكسجين والفضلات التي تطرحها و الاعلاف التي تعطى ". 
ويؤكد ، "ان اكثر الانواع المستخدمة هي اسماك الكارب بنوعيها العادي ( الكمن ) و النباتي او الحشيشي ( الكراس ) فضلاً عن مجموعة اخرى اهمها (القطان الشانك البلطي ) وفق للظروف التي تلائم كل نوع


وختاماً ،ان ما تم طرحه اعلاه هو عبارة عن بدائل اقترحتها الحكومة المحلية  في كربلاء بالتعاون مع المختصين والمربين في مجال تربية الاسماك لمواجهة بعضاً من المشاكل التي قد تعترض طريق القطاع السمكية كخطوة ايجابية من خطواتها لتعويض الخسائر الناشئة في الحالات الطارئة .
موقع كربلاء الاخباري 
تقرير / مها الشمري