(موقع كربلاء الاخباري) كان له جولة استطلاعية بين أروقة مركز الأورام في مستشفى الأمام الحسن المجتبى (عليه السلام) التعليمي، لتنقل لكم جانبًا من خدماته المقدمة للمواطنين...

ام ملاك من مدينة بابل حدثتنا عن مرحلة علاج ابنتها قائلة: عجز جسد ابنتي ملاك المصابة (متلازمة داون) من ذوي الاحتياجات الخاصة، باستجابته للعلاج فقد كانت تزداد سوءا كلما خضعت لجلسة الكيميائي وذلك بعد رحلة طويلة في بابل ومدينة بغداد، وحينما علمت بافتتاح مركز الاورام في كربلاء قررت احضارها  على امل ضئيل بمعالجتها وهنا حصلت المعجزة فقد بدأت النتائج ايجابية وبتقدم  ملحوظ وذلك لتوفر وحداة مختصة في المركز لحالة ابنتي.

فيما اثنى المراجع احسان كريم من مدينة الديوانية على الجهود المبذولة من قبل الكادر الطبي والتمريضي في متابعة حالته وهو يخضع في المركز لمراجعة دورية من خلال اجراء الفحوصات اللازمة لذلك.

بينما حدثتنا ام مصطفى من اهالي مدينة كربلاء قائلة: لم يكمل ابني مصطفى التسع سنوات حتى بدأت عليه علامات الخمول بشكل ملحوظ مع ارتفاع درجة حرارته الامر الذي  اثار ريبتنا انا و والده وحينما زرنا مستشفى الامام الحسن المجتبى (ع) التعليمي،  تمت احالتنا الى مركز الاورام حيث اكد لي الطبيب المختص بأنه مصاب بسرطان الغدد اللمفاوية، وذلك بعد اجراء مجموعة مطولة من الفحوصات داخل المركز.  

واضافت: ثم بدأنا برحلة العلاج الكيميائي مع تلقيه حقن لرفع المناعة, ولان مصطفى لم يصل الى مراحل متقدمة بالمرض رفض الطبيب التدخل الجراحي اي الاستئصال خوفا من انتشار المرض بسرعة.

 واكدت على استجابة مصطفى للعلاج الكيميائي وذلك لصغر سنة، كما وجهت شكرها للعاملين جميعا في المركز على ما يبذلونه من جهود استثنائية بين مراحل العلاج والدعم المعنوي والنفسي للمريض ولذويه ايضا.

مركز الاورام 

تضم مستشفى الحسن المجتبى (عليه السلام) التعليمي، العديد من المراكز المزودة بأحدث الاجهزة الطبية الحديثة التي تساهم بتقديم الخدمات للمواطنين بشكل واسع ومن بينها مركز الاورام.

وللتعرف على ما يقدمه المركز التقى موقع كربلاء الاخباري، مدير المركز الدكتور احمد العسكري استهل حديثة قائلا: 

يقدم المركز جميع خدماته مجانًا وتتنوع بالاستشاريات النوعية منها استشارية العلاج الإشعاعي واستشارية الطب النووي واستشارية اورام الاطفال حيث ان هذه الاستشاريات تعد الوحيدة من نوعها الموجودة في محافظة كربلاء المقدسة وهي تستقبل جميع المرضى من جميع محافظات العراق وتقدم العلاج مجانا.

فضلا عن وجود استشارية الاورام العامة واستشارية امراض الدم حيث يوجد على شاكلتهما في مركز الامام الحسين(عليه السلام) وهناك تعاون كبير بين المركزين.

كما تم توفير استشارية للاختصاصات الباطنية والجراحة وهي تعمل على اجراء فحوصات دقيقة ليتم تحويل المريض من خلالهما الى الاستشارية المختصة بحسب الحالة.

هذا ويستقبل المركز المرضى طوال ايام الاسبوع دون استثناء.

رسالة اطمئنان

يتبع مركز الاورام نظام مختلف عن بقية المراكز التي يضمها المشفى وذلك بتسهيل الاجراءات المترتبة للمريض حول الفحوصات وغيرها، حيث لا توجد مواعيد مسبقة للمريض وفق آلية الحجز والانتظار وما شابه، وانما يتسنى للمريض المباشرة بأخذ العلاج اذا كانت جميع فحوصاته متكاملة، وهذه الخطوة تعد كرسالة اطمئنان لجميع المرضى من مختلف المدن.

وحول كيفية البدء بالمشوار العلاجي والخطوات المترتبة لذلك قال العسكري: تبدأ خطوات العلاج بالاستشارية المختصة للكشف عن حالة المريض وإحالته الى الفحوصات المطلوبة، وذلك لان مريض الاورام يعالج بمراحل مختلفة بحسب التشخيص  سوى ان كان علاج اشعاعي او تدخل جراحي او بحاجة الى اشعة تشخيصية او زرع نسيجي او  فحوصات دم او غير ذلك من الفحوصات التي لا يسع للمقام ذكرها.

وبعد المعاينة والتشخيص يتم فتح ملف خاص لمتابعة حالة المريض وتدوين الملاحظات المطلوبة، كمرحلة علاجه ونسبة الاستجابة، فضلا عن تحديد جلسات العلاج. 

اورام الأطفال 

بجهود ذاتيه من قبل الكوادر الطبية وبعض المتبرعين جهزت وحدة أورام الأطفال صالة خاصة للألعاب كخطوة ايجابية تبعث في قلوبهم الطمأنينة حيث يتم من خلالها تقديم برامج خاصة لدعمهم نفسيا ومعنويا  اثناء مرحلة العلاج، مع توفر كادر تخصصي يشرف على البروتوكول العلاجي لجميع الاطفال من بينهم الراقدين.

ولأن الأطفال يحتاجون الى رعاية خاصة تمت تهيئة ردهات خاصة داخل المركز لكل طفل راقد ليتعاطى علاجه وسط اجواء تتسم بها جميع وسائل الراحة. 

 

الإحصائيات

وعن الاحصائيات التي يسجلها المركز قال الدكتور احمد: 

رغم حداثة افتتاح المركز الا انه استقبل اعداد كبيرة من المرضى  ففي الشهر الماضي سجلنا اكثر من (900) مراجع، حيث يصل عدد المراجعين بمعدل يومي بين( 60 الى 70 ) مراجع.

 

اورام قابلة للشفاء

هناك اعتقاد شائع بأن السرطان عادة ما يكون حالة قاتلة ولا توجد فرصة للشفاء منه، وعلى عكس هذا المفهوم الخاطئ فإن غالبية السرطانات قابلة للشفاء إذا تم تشخيصها في مرحلة مبكرة.

وفيما يتعلق عن الاورام القابلة للشفاء قال العسكري: تشير الدراسات بأن هناك نسبة نجاح عالية لبعض الاورام السرطانية اذا تم اكتشافها مبكرا مثل اورام(سرطان الثدي، سرطان الخصية، سرطان البروستات، سرطان عنق الرحم، سرطان الغدة الدرقية، سرطان الغدد الليمفاوية، سرطان الأطفال).

 

أسباب الإصابة والوقاية 

وحول اسباب الاصابة بالمرض والوقاية منه اضاف قائلا: 

ما زالت أسباب الإصابة بمرض السرطان مجهولة إلى حد كبير وهو يحدث بسبب وجود خلايا غير طبيعية تنقسم بدون تحكم وقادرة على الانتشار إلى بقية أعضاء الجسم ويوجد منه أكثر من( 100 ) نوع، وهناك بعض المسببات التي قد تؤدي إلى الإصابة بالسرطان مثل (المواد والمسرطنات الكيميائية، الإشعاع، الخلل الهرموني والطفرات الجينية، العامل الوراثي).

وفيما يخص الأعراض تابع: تتنوع الاعراض بين (ظهور تكتل أو تورم في أي مكان بالجسم، تغيرات في الهضم على شكر إمساك، إسهال مستمر، صعوبة في البلع أو الهضم، نزيف غير عادي أو وجود دم في البراز أو الادرار، اختلال بالدورة الشهرية عند المرأة دون سبب أو إفرازات مهبلية غير طبيعية، تغير ملحوظ في الشامات أو الزوائد اللحمية، سعال مزعج ومستمر أو تغير بالصوت، جرح أو تقرح دائم لا يلتئم، فقدان وزن غير مفسر، تعرق ليلي أو حمى).

اما تشخيص الاصابة يتم عن طريق فحوصات الدم المخبرية او الأشعة العادية أو الأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي بالتنظير الداخلي مثل منظار القولون أو أخذ خزعة (عينة) من الورم.

وغالبا ما يؤدي المرض إلى ظهور مضاعفات عدة، تشمل انتشار الخلايا السرطانية بالجسم او عدم الاستجابة للعلاج أو عودته للمرض.

وتتنوع مراحل العلاج بين ( العلاج الجراحي،  الإشعاعي، الكيميائي، المناعي، الهرموني، الجيني).

ويمكن الوقاية منه من خلال الابتعاد عن مسبباته وفق ما تذكره الدراسات مثل( الإقلاع عن التدخين، تجنب السمنة والمحافظة على الوزن الطبيعي، تجنب التعرض لأشعة الشمس الضارة لفترات طويلة، تناول الفاكهة والخضراوات والغذاء الصحي الغني بالألياف، ممارسة الرياضة بانتظام) مع ضرورة استشارة الطبيب عند حدوث أي تغيرات غير طبيعية في الجسم.

موقع كربلاء الاخبلري

تحقيق/زهراء جبار الكناني