محمد زمان الكربلائي .. (مشجرة كربلاء) هو الحلم الذي أعكف منذ عشرين عاماً على إنجازه
حاوره / فراس الأسدي
شاعر مهم وواعي ويكتب بطريقة ميزته عن أقرانه إذ يصفه البعض ويعده عرّاباً للأدباء في مدينة كربلاء المقدسة.
هو من مواليد 1946م وفي مقتبل شبابه لم يمنع تعرضه لأنزلاق فقري خلال سباحته في نهر الحسينية من أن يُكمل ببغداد تحصيله الجامعي في الإقتصاد.
وهو الذي إنصرف بشكل كبير إلى كتابة مختلف أشكال الشعر الفصيح منذ منتصف الستينات ولازال يكتب عن بعد ويراقب الساحة الأدبية العراقية عن كثب.
إلتقيناه وكان هذا الحوار.
كيف تشكلت ثقافة محمد زمان الشعرية ومن أين أتى ذلك الولع الأدبي والثقافي؟؟*
لقد تشكّلت ثقافة محمد زمان الكربلائي الشعرية من خلال إستغراقي بشكل خاص في نموذج (أمرؤ القيس وابو الطيب المتنبي ومحمود درويش) فضلاً عن القراءات الأدبية والثقافية التي أعدها حجر الأساس لكتابة الإبداع فبدون القراءة والمطالعة فأن القصيدة تولد عقيمة ولاإبداع فيها
وأنا أعتقد أن قصيدة المعّري (غير مجدٍ في ملتي وإعتقادي) أصدق مرآة تفلسف الهواجس التي تشغل الأذهان علمياً وأدبياً.
لو تحدثنا عن السيرة الأدبية للشاعر الكربلائي لوجدناها حافلة بالعديد من الإشتغالات الإبداعية ولكن ياحبذا أن تحدثنا عن آخرها (مشجرة كربلاء)؟
_ أن تجربتي الشعرية المخطومة والمنشورة يضمها ديواني الموسوم ب (الزمانيات) فضلاً عن ان قصيدتيَّ ( تسابيح إبن الزمان وتباريح إبن الزمان) أهم ماتم نشره لي في الصحافة الأدبية العراقية.
ولو تحدثت عن (مشجرة كربلاء) فهو الحلم الذي أعكف منذ عشرين عاماً على إنجازه إذ أن هذه المشجرة الشعرية التي تعتمد التأريخ الشعري ستكون على شكل بوستر (70×50) سنتمتر والتي أرصد فيها صورة (كربلاء الحسين) من خلال فترات التعمير المترتب على التدمير الذي تعرضت له المدينة بعد إستشهاد الإمام الحسين ( عليه السلام).
وأنت تمارس كتابة فن التأريخ الشعري من خلال مشجرة كربلاء الشعرية . من هم شعراء هذا الفن الذين تاثر بهم محمد زمان الكربلائي؟
فن التأريخ الشعري عالم خاص وله طعم مميز يشعر به الذي يكتبه ويمارسه وأن الذين كتبوا في هذا المجال قلة ولكن أهمهم الشيخ محمد السماوي الذي يعد الأهم إنجازاً في إستخدام فن التأريخ الشعري من خلال عدة كتب أهمها (مجالي اللطف بأرض الطف) حيث يشير العنوان إلى سنة التأليف.
ولعل المدرس الراحل عام 1973م (مرتضى الوهاب) أشهر من أستخدم فن التأريخ الشعري في كربلاء وهو صاحب الشطر الشعري (أبى الفضلُ إلا أن تكون له أبا) الذي يرصّع جبهة باب العتبة العباسية المواجهة للعتبة الحسينية.
عملت في الكثير من الإشتغالات الأدبية والثقافية فإلى أي منهم تميل ولازال عالق في ذهنك (الشعر , المسرح, الإعلام , التأريخ الشعري)؟؟
_ خلال السبعينيات ومن خلال مديرية الثقافة الجماهيرية ونقابة الفنانيين أنجزت مساحة مشتركة إستقطبت النشاط الادبي والمسرحي بعد أن قمت بإعداد خشبة الستين كرسي.
مالذي إستقطبك لكتابة الشعر الحسيني والردة الحسينية؟
بالتوازي مع مطلع السبعينات إنساقت تجربتي الشعرية إلى نشاط العزاء الحسيني من خلال تواجدي في محل محمد حمزة الرادود حيث كان يجتمع مع كل من الرادود عبد الأمير الأموي والشاعر الشعبي عبد علي خاجي إذ كنا نمارس تجربة الشعر الملمع ومن خلال محل محمد الرادود إلتقيت بالحاج كاظم المنظور وهكذا تعرفت خلال السنتين الأخيرتين (1973-1974)م على تفاصيل كاظم المنظور بإعتباره شاهداً على عصره دون منازع ويقيناً كان الشاعر عودة ضاحي اوفى الشعراء الشباب للمنظور حيث صحبه في الخمسة اعوام الأخيرة وإستطاع تثبيت قصائد الجزء الثاني عشر من ديوان (المنظورات الحسينية) وهو الجزء الأخير الذي يحوي قصائد المنظور المنجزة خلال العامين الأخيرين من حياة المنظور (1973-1974)م..
شكّلت أنت وعبدالرسول الخفاجي ثنائياً رائعاً في كتابة مستهلات عزاء باب السلالمة لسنوات وكانت موهبتك واضحة من خلال تلميع هذه المستهلات وكتابة بعضها..حدثنا عن هذه التجربة التي أعتقد أنك لازلت تحتفظ بها أكثر من غيرها؟
في منتصف السبعينات توليت تلميع مستهلات عزاء طرف باب السلالمة حيث كان الشاعر الشعبي عبدالرسول الخفاجي وهو الذي يضع الأوزان ويقود الجوقات من خلال أفضل الإمكانات التي يوفرها للموكب كل من حميد الصيدلي ومالك المعمار
ولايجادل أحد في موهبة عبدالرسول الخفاجي في تطويع مسيرة العزاء من البداية حتى النهاية.
اما بخصوص هذه التجربة التي أعتز بها كثيراً فهي التي تقدمت من خلالها لخدمة الإمام الحسين (عليه السلام) لذلك هي عالقة في ذهني وتجمعني بها ذكريات جميلة حاولت تدوينها في أكثر من حدث وتوثيق وان مشجرة كربلاء الشعرية تظم العديد من هذه التجربة الرائعة.